احمد راشد مشرف
عدد الرسائل : 140 تاريخ التسجيل : 03/11/2007
| موضوع: شاعر الحب الجمعة نوفمبر 09, 2007 2:16 pm | |
| لامرتين شاعر الحب والجمال عام 1869 توفي ألفونس دو لامارتين عن تسعة وسبعين عاما، ونتاج شعري غزير وعميق في آن وضعه في طليعة شعراء فرنسا المعاصرين. ولد عام 1790 في مدينة (ماكون) الفرنسية وقام في أثناء شبابه برحلات طويلة الى أكثر بلدان العالم ومنها لبنان الذي قال فيه لدى زيارته له: (لو قدر لي لامضيت العمر كله في لبنان، مصطافاً في جبله، وشاتياً على أقدامه). يمتاز شعر لامارتين بالرقة والسلاسة، ونعومة الجرس الموسيقي، والخيال الهادئ الشفاف، ولعل من أهم آثاره (تأملات شعرية) التي صدرت عام 1820 و(جوسلين) التي صدرت عام 1836 و(كرازيلا) التي صدرت عام .1852 وتعتبر قصيدتا (البحيرة) و(الوادي الصغير) من أشهر قصائده. لامارتين (1790 - 1869) شاعر رومانسي وروائي، اشتغل بالسياسة وكان شديد الإهتمام بالديمقراطية، وكان قوي الإيمان بالله (وظهر ذلك في قصيدته (سقوط) التي كتبها عام 1838)، وعندما جاء نابليون الثالث الى الحكم قرر لامارتين اعتزال السياسة، وقضى بقية ايامه في الكتابة ليسدد الديون الكثيرة التي تراكمت عليه خلال الممارسات السياسية.
الليدي ستهانوب يعد لامارتين من أعظم شعراء فرنسا وأدبائها، وقد يكون زعيم المدرسة (الرومانتيكية) في الشعر، وكان محباً للشرق العربي، معجباً بتاريخ وتقاليده وأخلاقه وأبطاله. وقد كتب، وهو في مطلع شبابه، قصة لفترة، وسير مختصرة لمحمَّد (صلى الله عليه وسلم) كانت مساهمة حسنة في ردّ افتراء المفسرين ودعوة مخلصة الى فهم الإسلام بروح خيّرة، ثم زار سوريا ولبنان، واجتمع هناك الى الليدي ستانهوب، المستشرقة.. التي اتخذت من (تدمر) عاصمة لملكها السعيد، ومن لبنان مقراً ثانياً لزعامتها.. وكانوا يسمونها (ساحرة الصحراء) La Circہ Du Desert تشبيهاً لها بساحرة (هوميروس) التي كانت تسقي الناس كؤوساً مسحورة فتحيلهم الى ما تشاء من الحيوانات او الحيتان او الطير..! بل كان بعضهم يتهمها بأنها (عميلة) للمخابرات البريطانية وآلة في أيدي الساسة الإنكليز لتحقيق مآرب لهم في المشرق.. ومهما يكن من أمرها فقد كانت الليدي أديبة، مرهفة الحس، وتوقعت للامارتين بمستقبل عظيم. وقالت له انها ترى فيه ملامح رجلٍ شرقي! وعلى هذه المقولة التي سرّ منها لامارتين ونقلها في كتاب جليل ألّفه عن المشرق، سماه: رحلة الى الشرق (Voyage en Orient) أخذ بعض الناس ينسجون الحكايات والأساطير.. ويزعمون أن لامارتين، وهو من نبلاء الافرنسيين، كان أجداده من العرب الذين أسرهم الصليبيون.. وقد نشرت مجلة (الهلال)، في أحد أعدادها الجديدة، بحثاً عن (عروبة لامارتين) إستشهدت فيه بمقال قديم كان كتبه أحمد حسن الزيات في الرسالة، جاء فيه: (ان لامارتين يعترف في صراحة وثقة بجنسيته العربية، ولكن الكتاب الفرنسيين بالطبع لا يؤيدون هذه النسبة... فهل فينا من يصمد لهذا البحث في مظانه، فيضيف الى عبقرية العرب هذه العبقرية الخالدة، ويرجع الى أرواح الشرق هذه الروح الشاردة?). وفي هذا الصدد، قال الدكتور علي غصن: (يبدو ان رجلين أسرعا الى تلبية نداء الزيات، أحدهما الاستاذ عبد الله كنون الحسني، من المغرب والثاني من بيروت. الاول يقول أن في بلاد المغرب أسرة تدعى (العمارتي)، يغلب على الظن ان يكون افرادها من عرب (الأندلس المهاجرين).. ولعل بعض أفرادها هاجروا الى فرنسا، فأصبح إسمهم هناك: لامارتين! والثاني يقول: ان أسرة لامارتين أصلها بلاد سوريا ولبنان، أسر افرادها الصليبيون وذهبوا الى فرنسا.. وفي سوريا، فيما نعلم أسرة تدعى (المارتيني)، وهي أقرب في لفظها الى لامارتين من العمارتي!. ولكننا، على حبنا للامارتين، وإعجابنا به، لا نرى فائدة من وراء التعمق في نسبه، وحسبنا: أدبه الذي يتغنى بنا، وقلبه الذي يخفق بحبنا!
بحيرة الدموع أحبَّ (لامارتين: فتاة رائعة الجمال، مجنحة الخيال، رقيقة العاطفة، مرهفة الحس، ولكنها ماتت فجأة، وهي في عنفوان صباها فحزن عليها حزناً شديداً، وبكاها في كثير من شعره، ولما نثر قصيدته (البحيرة) (Le Lac) عرف الجمهور الفرنسي ان لا مارتين انما يذكر فيها خطيبته التي خطفها الموت من بين يديه، فكان الفرنسيون يقرأون القصيدة وهم يجهشون بالبكاء، حتى قال أحد الأدباء المشهورين: ان فرنسا كلها كانت تبكي مع لامارتين!وكان لامارتين يردد دائماً: (الرجل الكامل هو من سافر كثيراً وغير شكل حياته اكثر من مرة). كما كان يحلم بالشرق.. فكتب عنه أربعة مجلدات. لقد أتى لامرتين الى الشرق ليحقق رحلة حقيقية، وعرف كيف يفتح الأعين على (حقيقة مشرقية) واقعية!! إذا كان هناك من يقول ان السبب الاول لرحلة لامارتين الى الشرق يتعلق برغبته في مواجهة المسألة الدينية على أرض الواقع وتوسيع خبرته في المجتمعات الانسانية، فهناك السبب العاطفي الأهم لتلك الرحلة. كان ذلك السبب يكمن في اشتداد مرض ابنته بالسلّ. أمِل لامارتين في شفاء (جوليا) وهو اسم ابنته، وسط أجواء الشرق، في لبنان خاصة. وتألق لامارتين الفكري والسياسي.. كان نتيجة رحلته الشرقية. كما ان تكريم لامارتين في بشري خريف العام 1991، وتأهيل (ساحة لامارتين) في غابة الارز، ما هو إلا تأثير القيمين على هذا المهرجان.. في آداب وفنون القرن التاسع عشر، ورحلة لامارتين الى الشرق لم تبرز في قيمتها الحقيقية، الا أنه صار سياسياً شهيراً بعدها.. رأى النور قبل اندلاع الثورة الفرنسية بعام واحد، ومات قبل عام من نهاية الامبراطورية الثانية، أي عاش هذا الرجل في فترة سمحت لشخصيته المهتزة ان تتعرف خلال 79 عاماً على أنظمة سياسية متقلبة، ولكنها متنوعة: فقد عاصر الجمهورية الاولى، وعودة الملكية والجمهورية الثانية والامبراطورية الثانية. ولو عاش بضعة أعوام أخرى لشهد الجمهورية الثالثة، وفي أواخر عمره بدا عليه التعب، بل والإعياء من هذه التغيرات التي عاصرها ويمكن فهم موقفه هذا دون صعوبة كبيرة. اما حياته فبامكاننا ان نقدمها على شكل ثلاثة فصول تبدو لنا متميزة عن بعضها بوضوح أي كان لحياته ثلاثة أوجه هي: - الشاب الأنيق: وذلك حتى عام .1820 - الشاعر: ابتداء من عام 1820 وهو تاريخ ظهور (التأملات) حتى .1833 - السياسي: اعتباراً من انتخابه عضواً في مجلس النواب عام 1848 وكان انهياره السياسي على أثر ترشيحه لرئاسة الجمهورية التي نجح فيها لويس نابليون، التي اصبح فيما بعد نابليون الثالث. في عام 1807 لم يقبل هذا الشاب، الذي ينحدر من أسرة ملكية نبيلة وريفية، ان ينحني ليدخل في خدمة (الغاصب) (اي نابليون). وكان عمره آنذاك لا يتجاوز السابعة عشرة، بل آثر الإنزواء والعيش في املاك والده النائية في (ميللي) قرب ضفاف نهر اللوار في أواسط فرنسا. وكان يقرأ ويقرأ بشغف للاقدمين ولكتاب العصور الوسيطة والحديثة، وللكتاب الايطاليين والإنكليز، ولكن علينا ان نتصور ان روحه لم تكن فريسة أوهام وهواجس رومانسية او مرضية. ولم يكن أمامه سوى منفذ وحيد، هو الحب طبعاً. وقد كانت له في هذا المجال جولات صغيرة.
من حب الى حب وفي عام 1811 أخذت أسرته تشعر بالقلق، فقد أصبح هذا الشاب الناشئ عرضة للنحول والذبول. فارتأت ان يوجه الى ايطاليا فزار تورينو وفلورنسا وروما. وجد لامارتين في نفسه ميلا قويا الى الادب والشعر، وتعلَّم الايطالية والانكليزية، وعكف على دراسة أعمال كبار الادباء والشعراء بشتى اللغات. وكتب بعض المآسي الشعرية وبعض المراثي، وتعرف خلال معالجته في منتجع (إكس ليبان) على السيدة (جوليا شارل) وكانت امرأة مريضة وذكية جداً، فوقع في غرامها، فلما توفيت كتب عنها كتابه الرائع الذي اشتهرت ترجمته العربية (رفائيل). ثم أحب فتاة شابة عاملة تدعى (انطونيلا)، ثم علم بموتها سنة 1815، وصورها فيما بعد في احد أعماله الخالدة ايضا بعنوان (غرازييللا). في سنة 1820 تزوج لامرتين بماريا آن بيرج، وهي انكليزية تمت الى عائلة تشرشل بصلة مصاهرة، وفي السنة نفسها نشر مجموعته الشعرية الاولى (تأملات شعرية) وحقق نجاحاً باهراً، بسبب أسلوبه العاطفي الجديد، وما عبّر عنه من مشاعر صادقة عميقة ورقيقة، بلغة قوية الايقاع جميلة الرنين، وقد وضعه هذا الكتاب في الذروة بين شعراء الغزل، ومهَّد له الطريق الى عضوية (الاكاديمية الفرنسية). وهو يحتوي على 24 قصيدة أشهرها (البحيرة) التي ترجمت الى اللغة العربية نثرا وشعرا، اكثر من مرة.
| |
|
اكبر فخر للناس اني منهم Admin
عدد الرسائل : 336 تاريخ التسجيل : 29/10/2007
| موضوع: رد: شاعر الحب الجمعة نوفمبر 23, 2007 3:15 pm | |
| مشكور احمد بدوامي لم بالتقدم الدائم | |
|
عاصفة الحب مشرف عام
عدد الرسائل : 162 تاريخ التسجيل : 06/11/2007
| موضوع: رد: شاعر الحب الثلاثاء ديسمبر 25, 2007 4:59 am | |
| يسلمو أحمد بجد موضوع جميل | |
|