بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
.
.
.
.
بزغت شمس يوم السبت ذلك الصباح.... وأنا أرْقب من نافذة منزلي ،،، الهدوء قد خيّم على الشارع،، لا ترى الحركة ولا الضجيج الذي قد تعودت عليه كل يوم. المنظر جميل والجو بديع،، يا ليت الأيام كلها مثل ذلك، قلتها وأنا أعلم أن يومي هذا هو أول أيام إجازتي التي تستمر لمدة عشرة أيام... فأنا أعمل مدرساً في إحدى المدارس،، وقد أنهينا الأسبوع الماضي مع أحبابنا الطلاب آخر أيام الدراسة..
استلقيت على فراشي وأنا أفكِّر في استغلال وقت الإجازة.. ومع ذلك التفكير لم أشعر بنفسي إلا وأنا مستيقظ قبيل أذان الظهر بلحظات،، ((الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور)) قعدت على فراشي وأنا أحاول استجمع قواي لكي أنهض .... نظرت عن يميني وعن شمالي فإذا بجوالي أراه أمامي ..... تناولته بيدي أنظر إلى شاشته...
--مكالمة لم يرد عليها--
شخصٌ ما دقّ عليّ وأنا في غطيطي.. وضعت الجوال جانباً.. دخلت إلى دورة المياه ,, فإذا صوت الحق ينادي ..الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ..
توضأتُ ولبست الثوب والشماغ توجهتُ إلى المسجد وقد نسيت جداً أمر تلك المكالمة.
صليت مع إخواني المصلين في الجامع الذي بجوارنا....
وهاأنا الآن أعود إلى المنزل راجياً من الله أن يتقبل صلاتي هذه.
جلست على كرسيّ مكتبي... رتبت بعض الأوراق والدفاتر.. قمتُ بتشغيل الكمبيوتر الذي لا أستطيع مفارقته – وكيف أستطيع فراقه وأنا مدرس للحاسب آلي ومشرف على موقع المدرسة الإلكتروني— قمتُ بتصفّح بريدي الإلكتروني وبعض المواقع والمنتديات .... سبحان الله النت بحر لا ساحل له وفوائد لا يستطيع الإنسان حصرها..
بالفعل النت سيكون إما شاهدا لك أوعليك
--- يارب اجعل النت شاهدا لنا ---
وبينما أنا كذلك إذ برنين الجوال يتصاعد من على فراشي .. أوووووه نسيت الجوال على فراشي ......
قمت من مكتبي أمسكت الجوال أرى الرقم – فإذا الرقم غريب –
• السلام عليكم
• وعليكم السلام
• من معي
• معاك خالد بن فلان
• خالد !!!!!! والله يا أخي ما أعرفك سامحني من معي
• أفا عليك أبو مشاري كذا الدنيا تنسيك .. أكيد من لقي أصحابه نسي أحبابه.
• --شعرت بحرج شديد، فَهِم ذلك المتصل من سكوتي وعدم ردّي له—
• ياأبو مشاري الله يزوجك أنا فلان زميل دراسة لك، اتصلت عليك الصباح ولم تردّ علي.
• أوووووووه فلان (تذكرت أمر تلك المكالمة التي نسيتها).........
تجاذبتُ أطراف الحديث معه فهو بالفعل كان خير صديق وأخ لي في الدراسة ..
• خالد ما أبي أطول عليك وفرصة سعيدة أني سمعت صوتك ورقمك من الآن مخزّن في ذاكرة هاتفي ....... فقاطعني أخي خالد........
• يا أبو مشاري أبيك تزورني اليوم ضروري ... تكفى ترى أبيك تجيني اليوم.
• طيب يا خالد أنا فاضي اليوم وفرصة إني أكسب الأجر وأزورك.
أغلقت سماعة الجوال... كان الموعد المناسب لي وله بعد العصر.. ((إذن الموعد بعد العصر))
وصف لي بيته وكان يقطن في حي يعتبر من الأحياء الفقيرة جداً عندنا في جدة ويكثر فيها الخراب والضياع
تجهزت لذلك الموعد ... وليتني لم أرد على مكالمته هذه
لأن القصة تبدأ عند تلك الزيارة